سورة الواقعة

عالم المعرفة والجمال🦋
المؤلف عالم المعرفة والجمال🦋
تاريخ النشر
آخر تحديث
تفسير سورة الواقعة – شرح آية آية

سورة الواقعة – تفسير آية آية

مقدمة السورة

سورة الواقعة من السور المكية، عدد آياتها 96 آية، ترتيبها في المصحف 56، وتقع في الجزء السابع والعشرين. تعالج السورة مشاهد يوم القيامة وأهواله، وتقسم الناس إلى ثلاث فئات: السابقون، أصحاب اليمين، وأصحاب الشمال، وتصف مصير كل فئة، مع ذكر دلائل قدرة الله في الخلق والرزق.

الآيات 1 – 6

إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (1) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (2) خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ (3) إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (4) وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا (5) فَكَانَتْ هَبَاءً مُّنبَثًّا (6)

تصف هذه الآيات بداية أهوال القيامة: حدث لا شك فيه، تهتز الأرض وتتفكك الجبال حتى تصبح كالهباء المتطاير، فينخفض شأن المتكبرين ويرتفع شأن المؤمنين.

درس حياتي: تذكير أن الدنيا زائلة، وأن التواضع والعمل الصالح هما النجاة الحقيقية.

الآيات 7 – 14

وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً (7) فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (8) وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (9) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُو۟لَٰٓئِكَ ٱلْمُقَرَّبُونَ (11) فِى جَنَّٰتِ ٱلنَّعِيمِ (12) ثُلَّةٌ مِّنَ ٱلۡأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِّنَ ٱلۡأٓخِرِينَ (14)

تقسم هذه الآيات البشر إلى ثلاث فئات يوم القيامة: أصحاب اليمين (أهل النعيم)، أصحاب الشمال (أهل الجحيم)، والسابقون (الأكثر قربًا من الله). وتوضح أن السابقين أقلية مميزة في كل زمان.

درس حياتي: اجعل هدفك أن تكون من السابقين بالأعمال الصالحة والنية الخالصة.

الآيات 15 – 26

عَلَىٰ سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ (15) مُّتَّكِـِٔينَ عَلَيْهَا مُتَقَٰبِلِينَ (16) يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَٰنٌ مُّخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ (18) لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ (19) وَفَٰكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ (21) وَحُورٌ عِينٌ (22) كَأَمْثَالِ ٱللُّؤْلُؤِ ٱلْمَكْنُونِ (23) جَزَآءًۢ بِمَا كَانُوا۟ يَعْمَلُونَ (24) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا (25) إِلَّا قِيلًا سَلَٰمًا سَلَٰمًا (26)

هنا يصف الله نعيم السابقين في الجنة: أسِرّة فاخرة، خدم دائمون، شراب طهور، فواكه ولحوم بلا عناء، وحور عين كالجواهر، لا يسمعون فيها إلا السلام والسكينة.

درس حياتي: الجنة ثمرة الأعمال، فاعمل لما بعد الموت كما تعمل للدنيا.

الآيات 27 – 40

وَأَصْحَٰبُ ٱلۡيَمِينِ مَآ أَصْحَٰبُ ٱلۡيَمِينِ (27) فِى سِدۡرٍ۬ مَّخۡضُودٍ۬ (28) وَطَلۡحٍ۬ مَّنضُودٍ۬ (29) وَظِلٍّ۬ مَّمۡدُودٍ۬ (30) وَمَآءٍ۬ مَّسۡكُوبٍ۬ (31) وَفَٰكِهَةٍ۬ كَثِيرَةٍ۬ (32) لَّا مَقۡطُوعَةٍ۬ وَلَا مَمۡنُوعَةٍ۬ (33) وَفُرُشٍ۬ مَّرۡفُوعَةٍ۬ (34) إِنَّآ أَنشَأۡنَٰهُنَّ إِنشَآءً۬ (35) فَجَعَلۡنَٰهُنَّ أَبۡكَارً۬ا (36) عُرُبً۬ا أَتۡرَابً۬ا (37) لِّأَصۡحَٰبِ ٱلۡيَمِينِ (38) ثُلَّةٌ۬ مِّنَ ٱلۡأَوَّلِينَ (39) وَثُلَّةٌ۬ مِّنَ ٱلۡأٓخِرِينَ (40)

تصف الآيات نعيم أصحاب اليمين: أشجار كثيفة الظلال، فواكه دائمة، ماء مسكوب، وفرش عالية، وحور عين مهيئات على أكمل صورة، ويجتمع في هذا النعيم خلق من السابقين واللاحقين.

درس حياتي: الجنة ليست محصورة لجيل معين، بل لمن يسابق إلى الطاعة في أي زمن.

الآيات 41 – 56

وَأَصْحَٰبُ ٱلشِّمَالِ مَآ أَصْحَٰبُ ٱلشِّمَالِ (41) فِى سَمُومٍ۬ وَحَمِيمٍ۬ (42) وَظِلٍّ۬ مِّن يَحْمُومٍ۬ (43) لَّا بَارِدٍ۬ وَلَا كَرِيمٍ۬ (44) إِنَّهُمۡ كَانُوا۟ قَبۡلَ ذَٰلِكَ مُتۡرَفِينَ (45) وَكَانُوا۟ يُصِرُّونَ عَلَى ٱلۡحِنثِ ٱلۡعَظِيمِ (46) وَكَانُوا۟ يَقُولُونَ أَءِذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَٰبً۬ا وَعِظَٰمًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ (47) أَوَ ءَابَآؤُنَا ٱلۡأَوَّلُونَ (48) قُلۡ إِنَّ ٱلۡأَوَّلِينَ وَٱلۡأٓخِرِينَ (49) لَمَجۡمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَٰتِ يَوۡمٍ۬ مَّعۡلُومٍ۬ (50) ثُمَّ إِنَّكُمۡ أَيُّهَا ٱلضَّآلُّونَ ٱلۡمُكَذِّبُونَ (51) لَءَاكِلُونَ مِن شَجَرٍ۬ مِّن زَقُّومٍ۬ (52) فَمَالِـُٔونَ مِنۡهَا ٱلۡبُطُونَ (53) فَشَٰرِبُونَ عَلَيۡهِ مِنَ ٱلۡحَمِيمِ (54) فَشَٰرِبُونَ شُرۡبَ ٱلۡهِيمِ (55) هَٰذَا نُزُلُهُمۡ يَوۡمَ ٱلدِّينِ (56)

هنا يصف الله حال المكذبين: عذاب في ريح حارة وماء مغلي وظل أسود خانق، لأنهم عاشوا في ترف وكفروا بالبعث، فجزاؤهم الزقوم والحميم في يوم الدين.

درس حياتي: الكفر بالآخرة يقود إلى الضياع مهما كان ترف الدنيا.

الآيات 57 – 74

نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ (57) ... فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (74)

تستعرض هذه الآيات براهين قدرة الله في الخلق: خلق الإنسان، إنبات الزرع، إنزال الماء، إشعال النار. كل ذلك دلائل على البعث وعلى وجوب شكر المنعم.

درس حياتي: التأمل في مظاهر الطبيعة يقود إلى الإيمان بالله ويقوّي اليقين بالآخرة.

الآيات 75 – 96

فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) ... فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (96)

يختم الله السورة بالقسم بمواقع النجوم، مؤكدًا أن القرآن كتاب كريم محفوظ، وأن الموت والبعث حتميان، فليتأمل الإنسان مصيره وليسبّح ربه العظيم.

درس حياتي: ختم السورة بالتسبيح دعوة دائمة لحمد الله وشكره في كل حال.

قصة نزول السورة

سورة الواقعة مكية نزلت لتقرير حقيقة البعث والجزاء. بعض الآيات نزلت بسبب جدال المشركين حول المطر والرزق حيث كانوا ينسبونه إلى النجوم، فبيّن الله أن كل شيء بيده، وأقسم بمواقع النجوم تعظيمًا للقرآن.

خلاصة

سورة الواقعة تضع أمام القارئ مشاهد القيامة بتفاصيلها: نعيم السابقين، أمن أصحاب اليمين، وشقاء أصحاب الشمال. وتدعوه للتأمل في قدر الله في الخلق ليزداد يقينًا بالآخرة، وتختمه بالأمر بالتسبيح باسم الله العظيم.

الأسئلة الشائعة

كم عدد آيات السورة؟
96 آية.
هل هي مكية أم مدنية؟
سورة مكية بالإجماع.
في أي جزء تقع؟
في الجزء السابع والعشرين.
ما أبرز موضوعات السورة؟
أهوال يوم القيامة، تقسيم الناس إلى ثلاث فئات، وصف الجنة والنار، دلائل قدرة الله، تأكيد صدق القرآن.
ما فضلها؟
ورد أن النبي ﷺ كان يقرؤها في صلواته، وهي تذكير دائم بالآخرة.

تعليقات

عدد التعليقات : 0