مقدمة

الكبد من أهم الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان، إذ يقوم بتصفية الدم من السموم، وتنظيم مستوى السكر، وإنتاج البروتينات الحيوية. ومع ذلك، فإن هذا العضو الحساس عرضة للإصابة بعدة أنواع من الفيروسات تعرف باسم فيروسات التهاب الكبد. هذه الفيروسات قد تسبب التهابات حادة أو مزمنة، وقد تتطور إلى تليف أو سرطان في الحالات المتقدمة.

تشمل الأنواع الرئيسية لفيروسات الكبد: فيروس التهاب الكبد A (HAV)، فيروس التهاب الكبد B (HBV)، فيروس التهاب الكبد C (HCV)، فيروس التهاب الكبد D (HDV)، وفيروس التهاب الكبد E (HEV). سنستعرض في هذا المقال خصائص كل نوع منها بالتفصيل، وطرق العدوى، والأعراض، والعلاج، والوقاية.

أين توجد فيروسات الكبد؟

تختلف أماكن انتشار فيروسات الكبد بحسب نوع الفيروس وطريقة انتقاله. ففي حين تنتشر بعض الأنواع عبر المياه والطعام الملوث، تنتقل أخرى عن طريق الدم أو سوائل الجسم.

• فيروس HAV وHEV: ينتشران في الدول التي تعاني من ضعف في البنية التحتية الصحية وسوء الصرف الصحي.
• فيروس HBV وHCV وHDV: ينتشرون أكثر في المناطق التي تشهد استخدام الإبر غير المعقمة أو ضعف برامج التطعيم.

الأعراض العامة لالتهابات الكبد الفيروسية

• اصفرار الجلد والعينين (اليرقان).
• التعب العام والإرهاق المستمر.
• فقدان الشهية والغثيان.
• آلام في البطن خاصة في الجهة اليمنى العليا.
• بول داكن اللون وبراز فاتح.
• ارتفاع في درجة الحرارة في بعض الحالات.

أنواع فيروسات الكبد بالتفصيل

1. فيروس التهاب الكبد A (HAV)

ينتقل هذا الفيروس غالبًا عن طريق تناول طعام أو ماء ملوث ببراز يحتوي على الفيروس. لا يسبب عدوى مزمنة، وغالبًا ما يتعافى المريض تمامًا خلال أسابيع.

العلاج: لا يوجد علاج محدد، ولكن يُنصح بالراحة وشرب السوائل وتجنب الأطعمة الدهنية. التطعيم فعال جدًا للوقاية منه.

2. فيروس التهاب الكبد B (HBV)

ينتقل عن طريق الدم وسوائل الجسم (كالعلاقات الجنسية أو من الأم للطفل أو استخدام الإبر الملوثة). يمكن أن يتحول إلى عدوى مزمنة ويؤدي إلى تليف الكبد وسرطانه.

العلاج: تشمل الأدوية المضادة للفيروسات مثل تينوفوفير وإنترفيرون. اللقاح الوقائي فعال بنسبة عالية جدًا.

3. فيروس التهاب الكبد C (HCV)

ينتقل أساسًا عبر الدم الملوث. كان من أكثر أسباب التهابات الكبد المزمنة في العالم قبل اكتشاف الفحوص الحديثة. قد يظل خاملاً لسنوات دون أعراض حتى يظهر التلف الكبدي.

العلاج: باستخدام أدوية مضادة للفيروسات المباشرة (DAAs) التي تحقق نسب شفاء تفوق 95% خلال 8 إلى 12 أسبوعًا.

4. فيروس التهاب الكبد D (HDV)

لا يستطيع هذا الفيروس التكاثر دون وجود فيروس HBV. العدوى المزدوجة تزيد من خطورة المضاعفات مثل التليف السريع أو فشل الكبد.

العلاج: لا يوجد علاج فعال تمامًا، لكن إنترفيرون ألفا قد يساهم في السيطرة على العدوى. الوقاية تكون من خلال التطعيم ضد HBV.

5. فيروس التهاب الكبد E (HEV)

ينتقل عبر الطعام والماء الملوث مثل HAV، ويُعد من أكثر الأسباب شيوعًا لالتهاب الكبد الحاد في الدول النامية. خطير جدًا على النساء الحوامل في الثلث الأخير من الحمل.

العلاج: لا علاج محدد، ويعتمد على الراحة والدعم الغذائي. الوقاية تعتمد على المياه النظيفة والصرف الصحي السليم.

الأعراض السريرية

تشمل الأعراض السريرية لالتهابات الكبد الفيروسية مجموعة من العلامات التي يمكن للطبيب ملاحظتها أثناء الفحص، وتشمل:

• يرقان واضح في الجلد والعينين.
• تضخم الكبد عند الجس.
• ألم في المنطقة العلوية اليمنى من البطن.
• احتباس سوائل وانتفاخ البطن في الحالات المزمنة.
• فقدان ملحوظ في الوزن ونحول عام.

الوقاية والعلاج

• غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون قبل الأكل وبعد استخدام الحمام.
• تجنب شرب المياه غير المأمونة أو تناول الطعام من الباعة المتجولين.
• استخدام الأدوات الطبية المعقمة فقط.
• تجنب مشاركة شفرات الحلاقة أو فرش الأسنان.
• استخدام الواقي الذكري في العلاقات الجنسية.
• الحصول على لقاح التهاب الكبد A وB.

الالتزام بالعلاج الموصوف من الطبيب ومتابعة الحالة بانتظام أمر ضروري لمنع المضاعفات طويلة الأمد مثل التليف أو سرطان الكبد.

تحذيرات مهمة

• تجنب تناول الأدوية دون استشارة الطبيب، لأنها قد تجهد الكبد.
• الابتعاد تمامًا عن شرب الكحول.
• عدم إهمال الفحوص الدورية لوظائف الكبد.
• الالتزام بالتطعيم للوقاية من HAV وHBV، وهو أفضل وسيلة للحماية.