فاطمة الزهراء (عليها السلام): سيدة نساء العالمين
🌺 نسبها الشريف ووالداها
فاطمة الزهراء (عليها السلام) هي بنت رسول الله محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله)، وأمها السيدة خديجة الكبرى بنت خويلد (سلام الله عليها)، أول من آمنت برسالة النبي ودعمه في بداية الدعوة. قال الإمام الصادق (ع): "خُلقت فاطمة من نور عظمة الله، ثم صُوّرت بصورة إنسية، فكانت روحها متصلة بروح النبي قبل أن تُخلق الأرض والسماء." (بحار الأنوار، ج43).
نشأت الزهراء في بيت الطهارة والنبوة، بيت اجتمع فيه وحي السماء وأخلاق الأرض. هي ثمرة الزواج المبارك بين سيد الخلق وأشرف النساء.
📅 ميلادها المبارك
ورد في رواية الإمام الباقر (ع): "ولدت فاطمة بعد البعثة بخمس سنين، وكان في بيت خديجة نورٌ يزهر من وجهها حين حملت بها." (الكافي، ج1). ولدتها أمها خديجة في العشرين من جمادى الآخرة في السنة الخامسة بعد البعثة، في مكة المكرمة. ولمّا وُلدت، أشرق نورها حتى دخل كل بيت في مكة، كما في رواية الإمام الصادق (ع): "ولما سقطت إلى الأرض أشرق منها نور حتى دخل بيوت مكة، ولم يبقَ موضع إلا وأضاء بنورها." (بحار الأنوار، ج43).
🌿 حياتها في كنف النبوة
عاشت فاطمة طفولتها وسط أجواء الإيمان والجهاد والدعوة. شهدت حصار شعب أبي طالب، ووقفت مع أمها ووالدها صابرة مؤمنة. كانت تسمى "أم أبيها" لأنها كانت تمسح عن وجه أبيها التراب وتواسيه عندما يتعرض للأذى من قريش.
بعد وفاة أمها خديجة، كانت السلوى الوحيدة لرسول الله ﷺ، حتى قال فيها:
"فاطمة بضعة مني، من سرّها فقد سرّني، ومن آذاها فقد آذاني."
هاجرت مع أبيها إلى المدينة المنورة بعد هجرة المؤمنين، وهناك بدأ فصل جديد من حياتها المباركة.
💍 زواجها من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)
في السنة الثانية للهجرة، زُوّجت فاطمة (ع) من ابن عم النبي ﷺ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع). قال رسول الله (ص): "يا علي، إن الله أمرني أن أزوجك فاطمة على صداقٍ درعك الحطمية." (الإرشاد للمفيد، ج1).
كانت حياتهما مثالًا للطهارة والزهد، فلم يكن في بيتهما سوى البساطة والإيمان. كانت تطحن الشعير بيديها، وتوقد النار لطهي الخبز، وتقوم الليل عبادةً لله. وكان علي (ع) يقول عنها: "فاطمة نعم العون على طاعة الله."
👶 أولادها الطاهرون
أنجبت الزهراء (عليها السلام) الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم، وسقطًا سمّي بـمحسن استُشهد وهو جنين بعد الاعتداء على بيتها. قال النبي (ص): "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما خير منهما." ومن ذريتها استمر نسل النبوة، فهم الأئمة الطاهرون من ولدها الحسين (عليه السلام).
🌸 سيرتها وفضائلها
كانت الزهراء (ع) عالمة غير معلَّمة، كما قال الإمام الصادق (ع): "عُرض عليها علم الأولين والآخرين." كانت تُجالس النساء وتعلمهن القرآن والفقه والأخلاق. وكان نور وجهها يشع في أرجاء المدينة.
ومن مواقفها الخالدة الخطبة الفدكية التي ألقتها في مسجد النبي ﷺ بعد وفاته، مطالبة بحقها في فدك ومبينة الانحراف الذي أصاب الأمة بعد رحيل أبيها. قالت فيها:
"ابتدعوا في دين الله ما لم يأذن الله به، ولولا عليّ لما عُرف المؤمنون من المنافقين."
كانت صابرة على الظلم والابتلاء، وبعد حادثة الهجوم على دارها وآلامها الشديدة، أوصت أن تُدفن ليلًا، وأن لا يعلم أحد بمكان قبرها.
🏴 شهادتها ومصاب الأمة
توفيت فاطمة الزهراء (عليها السلام) في الثالث من جمادى الآخرة سنة 11 هـ، عن عمر ناهز الثمانية عشر عامًا. غسّلها زوجها أمير المؤمنين (ع)، وصلى عليها سرًا، ودفنها ليلًا تنفيذًا لوصيتها. قال الإمام علي (ع) عند قبرها:
"يا رسول الله، عن صفيتك صبري قد قلّ، وبفقدها تجدد لي حزن لا يزول، وإلى الله أشكو، وستنبئك ابنتك بتظافر أمتك عليّ وعلى هضمها حقها."
ولا يزال قبرها الشريف مجهولًا حتى اليوم، رمزًا للظلم الذي لحق بأهل البيت (عليهم السلام).
📘 خلاصة السيرة
فاطمة الزهراء (ع) ليست فقط بنت رسول الله، بل هي القدوة الخالدة للإنسان الكامل. هي مظهر النور الإلهي في الأرض، وحلقة الوصل بين النبوة والإمامة. منها خرجت الإمامة، وبتربتها وولائها تستقيم معالم الدين. قال الإمام العسكري (ع): "نحن حجج الله على الخلق، وأمنا فاطمة حجة الله علينا."
❓ الأسئلة الشائعة (FAQ)
1. متى ولدت السيدة الزهراء (ع)؟
ولدت في العشرين من جمادى الآخرة، السنة الخامسة بعد البعثة النبوية الشريفة.
2. كم كان عمرها عند الوفاة؟
كان عمرها الشريف ثمانية عشر عامًا تقريبًا.
3. من هم أولادها؟
الحسن، الحسين، زينب، أم كلثوم، ومحسن (الذي سقط بعد الهجوم على دارها).
4. ما أبرز مواقفها بعد وفاة الرسول؟
الخطبة الفدكية في مسجد النبي، واحتجاجها على القوم بشأن فدك والإمامة.
5. لماذا قبرها مجهول؟
لأنها أوصت أن تُدفن سرًا لظلم الأمة لها، فبقي موضع قبرها مخفيًا كدليل على المظلومية.
6. ما معنى قول النبي: "فاطمة بضعة مني"؟
أي أنها جزء من روحه ونوره، وما يصيبها يصيب النبي نفسه، دلالة على عصمتها ومكانتها العظمى.
7. ما الدروس المستفادة من سيرتها؟
الإخلاص لله، الصبر على البلاء، نصرة المظلوم، حب الأهل، والزهد في الدنيا.
🌹 خاتمة
تبقى فاطمة الزهراء (عليها السلام) نبراسًا خالدًا لكل مؤمن ومؤمنة، فهي صوت الحق الذي لم يخفت رغم مرور القرون. هي الأم الروحية لأهل الإيمان، ونورها باقٍ في ذرية الطاهرين إلى قيام الساعة. سلام الله عليها يوم وُلدت، ويوم استُشهدت، ويوم تُبعث حيّة.
