موسوعة شاملة عن البكتيريا: تعريف، أنواع، فوائد، أضرار، وطرق الوقاية

البكتيريا هي واحدة من أكثر الكائنات الحية تنوعاً على وجه الأرض، وهي موجودة منذ مليارات السنين قبل ظهور الإنسان. على الرغم من أن كلمة "بكتيريا" قد ترتبط في أذهان كثير من الناس بالأمراض، إلا أن الحقيقة أن أغلب أنواع البكتيريا إما نافعة أو غير ضارة، ولها دور أساسي في توازن الحياة على كوكبنا. في هذا المقال، سنتعمق في فهم البكتيريا، أنواعها، أماكن وجودها في حياتنا اليومية، وفوائدها وأضرارها، وكيفية الوقاية من البكتيريا الضارة.

تعريف البكتيريا

البكتيريا هي كائنات دقيقة وحيدة الخلية، تنتمي إلى مجموعة بدائيات النوى، أي أنها لا تحتوي على نواة حقيقية. بدلاً من النواة، تحتوي على مادة وراثية (DNA) حرة داخل السيتوبلازم. جدارها الخلوي يختلف باختلاف النوع، وهو ما يستخدمه العلماء للتصنيف (مثل البكتيريا موجبة الجرام وسالبة الجرام).

تستطيع البكتيريا العيش في بيئات قاسية جداً؛ بعضها يعيش في الينابيع الحارة التي تصل حرارتها إلى أكثر من 100 درجة مئوية، وبعضها في أعماق المحيطات، والبعض الآخر في بيئات شديدة الملوحة أو حتى في الفضاء الخارجي لفترات محدودة.

أنواع البكتيريا

1. البكتيريا النافعة

البكتيريا النافعة ضرورية لصحة الإنسان والنظام البيئي. من أهم أمثلتها:

• بكتيريا الأمعاء مثل Lactobacillus وBifidobacterium التي تساعد في هضم الطعام وإنتاج الفيتامينات.
• البكتيريا التي تُستخدم في إنتاج الأطعمة المخمرة مثل الجبن، الزبادي، المخللات، والكيمتشي.
• البكتيريا المثبتة للنيتروجين في جذور النباتات مثل البقوليات، والتي تساهم في خصوبة التربة.
• البكتيريا المستخدمة في المعالجة البيولوجية لتنقية المياه أو التخلص من الملوثات النفطية.

2. البكتيريا الضارة

رغم أن نسبة البكتيريا الضارة صغيرة مقارنة بالمفيدة، إلا أنها قد تكون شديدة الخطورة. من أبرز الأنواع الضارة:

• السلمونيلا: تسبب التسمم الغذائي الحاد، وغالباً ما تنتقل عبر اللحوم النيئة أو البيض الملوث.
• الستربتوكوكاس: تسبب التهاب الحلق، الحمى القرمزية، وأمراضاً خطيرة مثل التهاب عضلة القلب.
• الإشريكية القولونية الضارة (E. coli): بعض سلالاتها تسبب إسهالاً شديداً ومضاعفات خطيرة.
• الكلوستريديوم بوتولينوم: تنتج سماً قد يكون مميتاً، ويعرف باسم سم البوتيولينيوم.

أماكن وجود البكتيريا في حياتنا اليومية

البكتيريا موجودة في كل مكان تقريباً، حتى في الأماكن التي نعتقد أنها نظيفة:

• في الطعام: اللحوم النيئة، الخضروات غير المغسولة، منتجات الألبان غير المبسترة.
• في الهواء: تنتقل بعض أنواع البكتيريا عبر الغبار أو الرذاذ الناتج عن السعال والعطس.
• في جسم الإنسان: الجلد، الفم، الأنف، الأمعاء، وحتى العينين تحتوي على بكتيريا.
• على الأسطح: مقابض الأبواب، الهواتف، ولوحات المفاتيح مليئة بالبكتيريا.

دور البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي

الأمعاء البشرية تضم ما يزيد عن 100 تريليون بكتيريا نافعة تشكل ما يُعرف بـ "الميكروبيوم". هذه البكتيريا تعمل على:

• تفكيك الألياف التي لا يستطيع الجسم هضمها بمفرده.
• إنتاج أحماض دهنية قصيرة السلسلة التي تغذي خلايا الأمعاء.
• إنتاج فيتامينات مهمة مثل K وB12.
• تنشيط الجهاز المناعي وزيادة مقاومة العدوى.

اختلال توازن الميكروبيوم قد يؤدي إلى مشاكل صحية مثل القولون العصبي، السمنة، وحتى الاكتئاب.

كيف تسبب بعض البكتيريا الأمراض؟

البكتيريا الضارة تسبب الأمراض بعدة آليات:

1. إنتاج السموم: بعض البكتيريا تفرز سموم تدمر الخلايا مثل سموم الكلوستريديوم.
2. غزو الأنسجة: تقوم بمهاجمة الأنسجة وتدميرها مثل البكتيريا المسببة للغرغرينا.
3. إثارة استجابة مناعية مفرطة: ما قد يؤدي إلى تلف الأنسجة.

أمثلة:

• السلمونيلا: تسبب إسهالاً شديداً وحمى، وقد تؤدي إلى الجفاف إذا لم تعالج.
• الستربتوكوكاس: قد تؤدي إلى التهاب الحلق البسيط أو أمراض مميتة إذا وصلت إلى مجرى الدم.

طرق الوقاية من البكتيريا الضارة والتعقيم

للحد من خطر العدوى البكتيرية:

• غسل اليدين بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل.
• طهي اللحوم جيداً وتخزين الطعام في درجات حرارة مناسبة.
• غسل الخضروات والفواكه جيداً قبل الأكل.
• تجنب مشاركة الأدوات الشخصية مثل المناشف وفرش الأسنان.
• استخدام المطهرات الكحولية بنسبة 70% فأكثر لتعقيم الأسطح.