1️⃣ معنى كلمة "مريم"

كلمة مريم هي اسم أعجمي عبري الأصل، ومعناها في اللغة "العابدة" أو "الخادمة للرب". وقد سُمّيت السورة بهذا الاسم تكريماً للسيدة مريم بنت عمران، أم نبي الله عيسى عليه السلام، لِما ورد فيها من ذكر قصتها العظيمة ومعجزتها الخارقة في ولادة عيسى بدون أب.

2️⃣ معلومات عامة عن السورة

• الترتيب في المصحف: التاسعة عشرة (19).
• عدد الآيات: 98 آية.
• مكان النزول: مكية.
• جزء القرآن: تقع في الجزء السادس عشر.
• موضوعها العام: عرض قصص أنبياء الله، والتأكيد على وحدانية الله، وذكر البعث والجزاء.

3️⃣ شرح آيات السورة آية آية

سورة مريم تبدأ بـ كهيعص، وهي حروف مقطعة، الله أعلم بمرادها، وتليها قصة زكريا ويحيى، ثم قصة مريم وعيسى، ثم قصص إبراهيم وموسى وغيرهم.

الآيات 1-15: قصة زكريا ويحيى

تبدأ السورة بنداء رحمة الله لعبده زكريا حين دعا ربه وهو شيخ كبير، وامرأته عاقر، طالباً الولد الصالح. استجاب الله له وبشره بيحيى، نبيّاً طاهراً، باراً بوالديه، لم يكن جباراً ولا عصياً.

الآيات 16-36: قصة مريم وعيسى

تصف الآيات اعتزال مريم لأهلها وعبادتها في مكان شرقي، ثم مجيء جبريل إليها في صورة بشر، وبشرها بولد يكون آية للناس. ولدت مريم عيسى عليه السلام في مكان بعيد، وأمرها الله أن تصوم عن الكلام. لما عادت به لقومها، اتهموها، فأشارَت إلى عيسى، فتكلم في المهد مدافعاً عنها، معلناً أنه عبد الله ونبيّه.

الآيات 37-40: الخلاف حول عيسى

تذكر الآيات اختلاف الفرق حول حقيقة عيسى، وأن الله سيجمعهم يوم القيامة للحساب.

الآيات 41-50: قصة إبراهيم مع أبيه

يحاور إبراهيم أباه آزر، داعياً إياه لترك عبادة الأصنام. لكن أباه يرفض ويهدده، فيعتزل إبراهيم قومه، ويمنحه الله إسحاق ويعقوب.

الآيات 51-53: موسى عليه السلام

ذكر الله قصة موسى، وأنه كان مخلصاً، وناداه الله من جانب الطور وقرّبه نجياً.

الآيات 54-55: إسماعيل عليه السلام

إسماعيل كان صادق الوعد، يأمر أهله بالصلاة والزكاة، وكان مرضياً عند ربه.

الآيات 56-57: إدريس عليه السلام

إدريس كان نبياً رفعه الله مكاناً عليّاً.

الآيات 58-98: تذكير بالبعث والجزاء

تختم السورة بالتذكير بالجنة والنار، وبيان أن الله سيهلك الكافرين ويُنجي المؤمنين، وأن القرآن نزل بلسان عربي مبين لتبشير المتقين وإنذار المعاندين.

4️⃣ قصة السورة

تدور قصة السورة حول عرض نماذج من الصالحين والأنبياء، بداية بزكريا الذي طلب الولد رغم كبر سنه، فاستجاب الله له بيحيى. ثم قصة مريم، الفتاة الطاهرة التي اصطفاها الله لمعجزة الميلاد العذري لعيسى، الذي تكلم في المهد. ثم تنتقل السورة لذكر مواقف إبراهيم مع أبيه، وقصص موسى، وإسماعيل، وإدريس، مؤكدة أن جميع الأنبياء كانوا عباداً لله، لا يدّعون الألوهية. وتختتم ببيان مصير المؤمنين والكافرين يوم القيامة.

5️⃣ ماذا نستفيد من السورة؟

• الإيمان بقدرة الله المطلقة على خلق المعجزات.
• التأكيد على بشرية الأنبياء وعبوديتهم لله.
• الصبر على الأذى والثبات على الحق كما فعل مريم وإبراهيم.
• أن الدعاء مع الإخلاص سبب لقبول الطلبات، كما حدث مع زكريا.
• أن الله يختار أولياءه ويكرمهم رغم اعتراض الناس.
• التذكير بالبعث والحساب، وأن المصير النهائي للإنسان إما الجنة أو النار.

6️⃣ الخلاصة

سورة مريم من السور المكية التي تعالج قضايا العقيدة بأسلوب قصصي مؤثر، تعرض قصص أنبياء كبار مع إبراز رحمة الله، وترد على مزاعم المشركين والنصارى حول ألوهية المسيح. تحمل السورة رسائل قوية في الصبر، الإيمان، واليقين بوعد الله.