الإمام الحسن عليه السلام

الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام هو ثاني أئمة أهل البيت عليهم السلام، وسيد شباب أهل الجنة، وأحد الشخصيات العظيمة في التاريخ الإسلامي. يمثل الإمام الحسن عليه السلام نموذجًا للكرم، والحلم، والحكمة، وهو الإمام الثاني من الأئمة الاثني عشر الذين أوجب المذهب الشيعي الاثنا عشري الإيمان بإمامتهم وولايتهم.

ولادته ونسبه الشريف

وُلد الإمام الحسن عليه السلام في المدينة المنورة في النصف من شهر رمضان المبارك سنة 3 هـ، وهو أول مولود يولد لفاطمة الزهراء عليها السلام ولأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بعد زواجهما المبارك.

يُعد الإمام الحسن عليه السلام أول سبط لرسول الله ﷺ، وقد سماه النبي بنفسه «حسنًا»، وعقّ عنه، وحلق شعره، وتصدق بوزنه فضة على المساكين.

والداه الطاهران

• الأب: الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، أول الأئمة وخليفة رسول الله الشرعي في المذهب الشيعي.
• الأم: السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، بنت رسول الله ﷺ، سيدة نساء العالمين.

زوجاته وأولاده

تزوج الإمام الحسن عليه السلام عدة نساء خلال حياته، وكان زواجه لأسباب اجتماعية وسياسية في كثير من الأحيان، بغية توطيد الروابط بين القبائل الإسلامية بعد الفتن التي عصفت بالأمة. ومن أبرز زوجاته:

• جعدة بنت الأشعث الكندي – وهي التي دسّت له السم بأمر من معاوية بن أبي سفيان.
• حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر.
• أم بشير بنت أبي مسعود الأنصاري.

عدد أولاده وأسماؤهم

أنجب الإمام الحسن عليه السلام عدة أبناء وبنات، وتختلف الروايات في عددهم، إلا أن المشهور أنهم كانوا نحو خمسة عشر ولدًا ما بين ذكور وإناث. ومن أبرز أبنائه:

• الإمام زين العابدين (علي بن الحسين) – وقد قيل إنه ابن الحسين، لكن بعض الروايات تشير إلى أن له ابناً اسمه علي.
• زيد بن الحسن.
• الحسن المثنى – وهو من كبار رجالات بني هاشم، وتزوج من فاطمة بنت الحسين عليه السلام.
• عمرو، عبد الله، عبد الرحمن، والقاسم.
• ومن بناته: أم الحسن، فاطمة، وأم سلمة.

حياته المباركة

عاش الإمام الحسن عليه السلام في كنف النبي ﷺ في طفولته، ونشأ على يديه، فكان محبوبًا عنده حبًا عظيمًا، حتى كان يقول عنه وعن أخيه الحسين: اللهم إني أحبهما فأحب من يحبهما.

بعد استشهاد أبيه أمير المؤمنين عليه السلام، تولى الإمام الحسن الإمامة سنة 40 هـ، وبايعه المسلمون خليفة على المسلمين. واجه عليه السلام تمرد معاوية بن أبي سفيان، لكنّه آثر حقن دماء المسلمين، فعقد معه صلحًا مشروطًا في سنة 41 هـ، عُرف بـعام الجماعة.

رغم أن الصلح كان خطوة سلمية عظيمة، إلا أن الإمام الحسن واجه بعدها غدرًا وخيانة من بعض من حوله، حتى انتهى به الأمر إلى العزلة في المدينة المنورة.

استشهاده وكيفية استشهاده

استُشهد الإمام الحسن عليه السلام في السابع من صفر سنة 50 هـ (وقيل في 28 صفر) في المدينة المنورة. دسّ له معاوية السم عبر زوجته جعدة بنت الأشعث الكندي مقابل مال ووعدٍ بتزويجها من ابنه يزيد، فشرب السم ومرض أيامًا حتى فاضت روحه الطاهرة إلى بارئها.

دُفن الإمام الحسن في البقيع قرب جدته فاطمة بنت أسد، بعد أن مُنع من الدفن بجانب جده النبي ﷺ، فكانت تلك من أعظم مظالم التاريخ الإسلامي.