"الإمام المهدي (عجّل الله فرجه الشريف)

عالم المعرفة والجمال🦋
المؤلف عالم المعرفة والجمال🦋
تاريخ النشر
آخر تحديث

الإمام المهدي (عجّل الله فرجه الشريف) - الحقيقة الكاملة كما وردت في روايات أهل البيت عليهم السلام

يُعدّ الإمام المهدي محمد بن الحسن العسكري (عجّل الله فرجه الشريف) آخر أئمة أهل البيت عليهم السلام، وهو الحجة الإلهية التي وُعدت بها البشرية لإقامة العدل بعد امتلاء الأرض جورًا وظلمًا. تؤكد روايات آل محمد عليهم السلام أن المهدي حيٌّ يُرزق منذ أكثر من ألف عام، وأن ظهوره سيكون الحدث الفاصل بين عصور الظلم والنور.

من هو الإمام المهدي (عجّل الله فرجه الشريف)؟

الإمام المهدي هو محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام. وُلد في سَامرّاء سنة 255 هـ في ليلة النصف من شعبان، وقد بشّر بولادته أبوه الإمام الحسن العسكري عليه السلام خاصّته من الشيعة. قال الإمام الصادق عليه السلام في حديث مشهور: القائم من ولدي، اسمه اسمي، وكنيته كنيتي، وهو الحجة بعدي، يغيب غيبة يضلّ فيها الناس إلا من عصمه الله عز وجل (الكافي، ج1، ص 336).

من والدا الإمام المهدي؟

والده هو الإمام الحسن العسكري عليه السلام، الإمام الحادي عشر من أئمة أهل البيت. أما أمه فهي نرجس بنت يشوعا بن قيصر الروم، وقد كانت من النساء العابدات الطاهرات. رُوي عن الإمام العسكري أنه قال عنها: نرجس أفضل نساء زمانها، بها حفظ الله سلالة نبيه.

لماذا الإمام المهدي غائب إلى الآن؟

الغيبة من أسرار الله تعالى، لكنها أيضًا ابتلاء وامتحان للأمة. تشير روايات أهل البيت إلى أن سبب الغيبة هو الخوف على حياته من القتل، كما في قول الإمام الصادق عليه السلام: إن لصاحب هذا الأمر غيبة لا بد منها، يرتاب فيها كل مبطل. قلت: ولِمَ؟ قال: يخاف على نفسه القتل (الغيبة للنعماني، ص 139). كما أن الغيبة تُمهد لامتحان الإيمان الحقيقي وتهيئة العالم لظهوره.

ما هي الغيبة الصغرى؟

بدأت الغيبة الصغرى منذ سنة 260 هـ، أي بعد وفاة الإمام الحسن العسكري عليه السلام، واستمرت قرابة سبعين عامًا. في هذه الفترة، لم يكن الإمام المهدي يظهر للناس بشكل مباشر، لكنه تواصل مع شيعته عبر أربعة سفراء معروفين:

  • عثمان بن سعيد العمري
  • محمد بن عثمان العمري
  • الحسين بن روح النوبختي
  • علي بن محمد السمري
وقد انتهت الغيبة الصغرى بوفاة السفير الرابع سنة 329 هـ، حيث أعلن الإمام بداية الغيبة الكبرى.

ما هي الغيبة الكبرى؟

الغيبة الكبرى هي المرحلة التي يعيشها العالم اليوم، حيث انقطعت السفارة الخاصة، وأصبح التكليف على الأمة انتظار الفرج والعمل بالإيمان. قال الإمام الصادق عليه السلام: طوبى لشيعة قائمنا، الذين في غيبته ينتظرون ظهوره، وأولئك أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون (الغيبة للطوسي، ص 283).

هل للإمام المهدي أولاد؟

لا توجد روايات صريحة مؤكدة عن وجود أولاد للإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، وأكثر العلماء يرون أنه لم يُعلن عن ذرية له لحكمة إلهية تتعلق بالستر والحفظ. ومع ذلك، توجد إشارات في بعض النصوص إلى أنه بعد ظهوره سيُرزق بالذرية، والله أعلم بحكمته.

قصة الإمام المهدي كما وردت في الروايات

وُلد الإمام المهدي سرًّا في بيت والده الإمام الحسن العسكري في زمن كانت فيه السلطة العباسية تراقب بيت الإمام خوفًا من ولادة "المهدي المنتظر" الذي بشّر به رسول الله ﷺ. بعد ولادته، أخفاه أبوه عن العيون إلا عن بعض الخواص من أصحابه. وعندما تُوفي الإمام العسكري سنة 260 هـ، بدأ الإمام المهدي غيبته الصغرى، متواصلًا مع شيعته عبر السفراء. في آخر رسالة له للسفير الرابع، قال عليه السلام: بسم الله الرحمن الرحيم، يا علي بن محمد السمري، أعظم الله أجر إخوانك فيك، فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام... وقد وقعت الغيبة التامة، فلا ظهور إلا بعد إذن الله تعالى. (الغيبة للطوسي، ص 395)

نسب الإمام المهدي (عجّل الله فرجه الشريف)

يرجع نسب الإمام المهدي إلى سلالة طاهرة من آل البيت:

محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.

أسئلة شائعة حول الإمام المهدي (FAQ)

هل الإمام المهدي موجود الآن؟
نعم، تؤكد روايات أهل البيت أنه حيٌّ يُرزق بإرادة الله تعالى منذ ولادته سنة 255 هـ.
أين يعيش الإمام المهدي في غيبته الكبرى؟
لا يُعرف مكان إقامته بدقة، فقد ورد في الروايات أنه يتنقّل في الأرض، ويحضر موسم الحج كل عام.
هل يمكن رؤيته؟
في الغيبة الكبرى، لا يمكن رؤيته إلا لمن شاء الله له ذلك، وغالبًا لا يُعرف حينها أنه الإمام.
متى سيظهر الإمام المهدي؟
لا يعلم بوقت ظهوره إلا الله سبحانه وتعالى، لكن ورد أن ظهوره سيكون حين تمتلئ الأرض ظلمًا وجورًا.
ما هو واجبنا في زمن الغيبة؟
التمسّك بالدين، والانتظار الإيجابي عبر الدعاء بالفرج، وإصلاح النفس والمجتمع استعدادًا لظهوره المبارك.

اللهم عجّل لوليّك الفرج، وسهّل له المخرج، واجعلنا من أنصاره وأعوانه والمستشهدين بين يديه.

المصدر: الكافي، الغيبة للنعماني، الغيبة للطوسي، بحار الأنوار للمجلسي.

تعليقات

عدد التعليقات : 0